لو كانت «ريشما» تدري ما ينتظرها ذلك اليوم بطريقها إلى المدرسة، ما كانت لتغامر بخطوة واحدة خارج أعتاب منزلها، فبينما كانت الفتاة الهندية الجميلة ذات الـ17 ربيعًا تتجاذب أطراف الحديث مع شقيقتها في طريقهما إلى المدرسة، ظهر على حين غرة شبح مشئوم أفلت بظهوره شمس جمالها لم يكن هذا الشبح سوى شقيق زوجها الذي ألقى على وجهها حامض كبريتيك ليبدل حياتها إلى مأساة لا تنتهي فصولها.
ورغم أنها ليست الأولى ولم تكن الأخيرة، هزت الفاجعة التي ألمت بالفتاة الهندية ابنة مدينة مومباي ضمير العالم خلال الأيام القلائل الماضية، وذلك من خلال مقطع مصور لها انتشر عبر جنبات الشبكة العنكبوتية توضح فيه عمليًا السبيل الأمثل لوضع أحمر الشفاه - في صورة تحمل تناقضًا صارخًا بين تشوهات وجهها الكاشفة عن جمال بريء قتل عمدًا ومحتوى يركز على إبراز الجمال.
في الواقع، تحولت الهجمات بأحماض حارقة ضد النساء لشبه ظاهرة في الهند خلال السنوات الأخيرة. وبحسب ناشطين هنود، تدور الدوافع الرئيسة حول ما يعرف بـ«جرائم الشرف» ورفض الضحية الارتباط بالجاني وخلافات أسرية أو زوجية أو خلافات على أراض أو مهر.
ورغم أن القانون الجنائي الهندي يفرض عقوبة على مرتكب مثل هذه الجريمة بالسجن لمدة لا تقل عن 10 سنوات وقد تصل إلى السجن المؤبد، مع احتمالات فرض غرامة تصل إلى مليون روبية، فإن الحكومة تواجه انتقادات شديدة بالتراخي إزاء تطبيقه، بجانب عدم تقييدها بيع الأحماض الحارقة التي تتوافر بسهولة حتى الآن في الأسواق.
واللافت ارتفاع وتيرة هذه الهجمات على نحو مطرد خلال السنوات الأخيرة، من 57 حالة عام 2010 إلى 309 عام 2014. وكان هذا ما دفع نشطاء لتنظيم حملة «اصنعوا الحب وليس الندوب» التي صدر في إطارها مقطع الفيديو الخاص بريشما، التي فقدت خلال الهجوم الذي تعرضت له في مايو (أيار) 2014 عينها اليسرى، بينما أغلقت عينها اليمنى بصورة جزئية، بخلاف تشوه باقي ملامح وجهها.
وترمي الحملة الأخيرة لفرض قيود على بيع الأحماض الحارقة، التي تتوافر حاليًا بالأسواق بأسعار زهيدة. ولتحفيز المشاهدين على توقيع التماس عام يحمل هذا المعنى، تنهي ريشما نصائحها حول كيفية وضع أحمر الشفاه بقولها: «من السهل أن تجدوا أحمر شفاه بالأسواق.. تمامًا مثلما هو سهل إيجاد حامض حارق»!
صرخة «مبتكرة» لضحية جديدة لحامض الكبريتيك
استخدمت دروس التجميل كوسيلة لإيقاظ ضمير العالم
صرخة «مبتكرة» لضحية جديدة لحامض الكبريتيك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة